الواقع أن إسرائيل تبدو كمَن يَستدعي «تكملة الحرب»، بخروقها المتكرّرة لوقف النار متذرّعة بأن الستين يوماً الانتقالية لم تنتهِ وبأنّ «ملحق الضمانات السرية» بينها وبين واشنطن يتيح لها، في كل حين، أن تأخذ بيدها التصدي لِما تَعتبره تهديداً وشيكاً، جنوب الليطاني وشماله، في الوقت الذي تزداد المخاوف من أن يكون انسحابها السلحفاتي من قرى الحافة الأمامية (مازال 62 منها محظور الدخول اليه) مقدّمة لربْط خروجِها بشروطٍ أمنية وعسكرية أكثر تشدُّداً وربما تطلّ على السياسة من باب «الحل المستدام».
وإذ تتجه الأنظار إلى زيارةٍ مرتقبة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت غداة حلول 2025، هو الذي يتشارك رئاسة لجنة الرقابة الخماسية على تطبيق اتفاق وقف النار مع جنرال أميركي، وسط عدم استبعاد أن يسعى لتمديد فترة الستين يوماً شهريْن إضافييْن، قدّمت بعثة لبنان الدّائمة لدى الأمم المتّحدة في نيويورك أمس شكوى إلى مجلس الأمن، تتضمّن «احتجاجاً شديداً على الخروق المتكرّرة الّتي ترتكبها إسرائيل لـ«إعلان وقف الأعمال العدائيّة والالتزامات ذات الصّلة بترتيبات الأمن المعزّزة تجاه تنفيذ القرار 1701 (المعروفة بترتيبات وقف النّار)، والّتي بلغت أكثر من 816 اعتداءً برّياً وجوّياً بين 27 نوفمبر و22 ديسمبر 2024".
وعدّدت الشكوى الخروق «من قصفٍ للقرى الحدوديّة تفخيخ للمنازل وتدمير للأحياء السّكنيّة»، معتبرة أنها «تُقوّض مساعي التّهدئة وتُمثِّل تهديداً خطيراً للجهود الدولية لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، كما تعقّد جهود لبنان بتنفيذ بنود القرار 1701 وتضع العراقيل أمام انتشار الجيش اللبناني جنوباً».
وإذ جدّد لبنان «التزامه بالقرارات الدّوليّة وتطبيق ترتيبات وقف الأعمال العدائيّة»، أكّد «أنّه تَجاوب بشكل كامل مع الدّعوات الدّوليّة لتهدئة الوضع، ومازال يُظهر أقصى درجات ضبط النّفس والتّعاون لتجنّب الوقوع مجدّداً في جحيم الحرب»، داعياً مجلس الأمن والدّول الراعية لهذه التّرتيبات «لاتخاذ موقف حازم إزاء خروق إسرائيل وإلزامها باحترام التزاماتها بموجب إعلان وقف الأعمال العدائيّة».
(المصدر: الرأي الكويتية)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..