• لبنان
  • الجمعة, أيار 02, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 3:23:24 م
inner-page-banner
مقالات

أجهزة الحجارة الناطقة بالكاميرات.. تسقط أمام وعي المقاومة...

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

جيش الاحتلال الذي تشكل من نواة الإرهاب المتمثلة بعصابات الهاجاناه وإرغون وشتيرن لم يكن إلا امتدادا لوظيفة استعمارية تهدف إلى فرض السيطرة على الأرض والإنسان، مستخدما في سبيل ذلك كل الأساليب والأدوات اللاأخلاقية من البطش والتجسس والملاحقة النفسية والبدنية للفلسطيني.

وبعيدا عن الشعارات الإعلامية التي يسوقها هذا الجيش لنفسه بأنه "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم"، فإن الوقائع المتكررة لطالما كذبت هذا الادعاء وكشفت عن بنية أمنية قائمة على التنكيل والقتل والتجريد من الإنسانية .

ما صرح به مصدر في المقاومة الفلسطينية قبل أيام من كتابة هذا المقال من العثور في قطاع غزة بين خيم النازحين على أجهزة تجسس وتتبّع بصرية مزروع أحدها داخل حجر بناء بداخله جهاز تنصت وكاميرا لرصد قادة المقاومة الفلسطينية والوصول إليهم، ما هو إلا حلقة من مسلسل طويل كانت بداياته عام نكبة 48، حين تحوّلت الأراضي الفلسطينية إلى حقل تجارب استخباراتي، يتفنن فيه الاحتلال بزرع العيون والآذان، لا بهدف حماية أمنه كما يدّعي، بل لضمان تفتيت النسيج الوطني المقاوم وملاحقة رموزه، حيث سعى وقتها إلى تفكيك الوجود الفلسطيني وإعادة تركيبه في قالب منزوع من الإرادة.

هذه العصابات التي تزرع أجهزة تنصت بين الأنقاض وخيم النازحين، وتغلف الكاميرات داخل الحجارة، ليست جيشا تقليديا، بل هو جهاز أمني لا أخلاقي تتكامل فيه مهمات القتل المادي والتصفية النفسية. في كل زاوية من فلسطين المحتلة آثار لتقنيات هذا الجهاز الأمني الذي يمارسه ضد المدنيين، عبر أدوات تكنولوجية تنقل المعلومات إلى غرف تحليل في وحدات 8200 و 9900..

حيث أن الوحدة 8200  وهي وحدة استخباراتية مسؤولة عن التجسس الالكتروني عن طريق جمع الإشارة وفك الشفرة. أما الوحدة 9900 فتستخدم الذكاء الصناعي من أجل تحليل ودمج المعلومات خلال الحرب ثم توفير صور استخباراتية ومرئية لساحة القتال تتلقاها عن طريق الحواسب.

إن انكشاف هذه الأجهزة في غزة، يفضح هشاشة المشروع التجسسي أمام ثبات الروح الشعبية، حيث لم تنفع أدوات الاحتلال في رصد قادة المقاومة الفلسطينية، ولم تصمد تكنولوجياته أمام يقظتها التي باتت تدرك جيدا أن المواجهة مع العدو لم تعد ساحة عسكرية فقط، بل معركة وعي طويل الأمد.

وجيش يبني عقيدته على التجسس في المدن المهدمة المحاصرة والمكلومة، من الصعب أن يصمد قناع الأخلاق طويلا على وجهه البشع. فكما فشل في كتم صوت دير ياسين، سيفشل في إخماد صوت غزة، وكما سقطت مقولة "أرض بلا شعب" أمام الحقيقة، ستسقط أمام المقاومة كل أجهزة الحجارة الناطقة بالكاميرات بإذن الله.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة