• لبنان
  • السبت, أيار 03, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 7:11:14 م
inner-page-banner
الأخبار

من البلدية إلى النيابية امتحانات قاسية للتنوع والساحة السنّية بين التشتت والبدائل

جومانا زغيب ـ نداء الوطن

لأول مرة منذ فترة طويلة، ترتدي الانتخابات البلدية والاختيارية طابعاً سياسياً في عدد لا بأس به من المدن والبلدات، ليس على صعيد التنافس المشروع فحسب بين قوى وشخصيات سياسية وأحزاب وتيارات، وغالباً خلف عباءة العائلات والاعتبارات المحلية، بل أيضاً لجهة اختبار مدى الاستعداد سياسياً وأهلياً لاحترام التنوع في عدد من المدن الكبرى على غرار بيروت وطرابلس وبنسبة أقل في صيدا وصور وبعلبك وزحلة وجبيل.

على أن امتحان بيروت هو الأصعب والأكثر تعقيداً حتى في ظل توافر رغبة واضحة لدى معظم القوى السياسية والمرجعيات الروحية للحفاظ على المناصفة، التزاماً بشعار وقف العد الذي طرحه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واحتراماً لمبدأ الشراكة بين مختلف المكونات البيروتية، علماً أن فشل محاولة تكريس المناصفة قانوناً في مجلس النواب مقابل تعديل بعض الصلاحيات بين المحافظ والمجلس البلدي، ترك آثاراً سلبية وتساؤلات حول مدى تجاوب القواعد الشعبية الناخبة مع التمنيات، فضلاً عن إمكانات الخرق من هذه اللائحة لتلك على حساب أسماء مسيحية انطلاقاً من منطق النظام الأكثري البسيط والذي لا يخضع لضوابط طائفية أو مناطقية.

تقول أوساط بيروتية مواكبة للاتصالات الجارية على خطوط عدة، إن غياب الرئيس سعد الحريري وتيار "المستقبل" عن خوض الانتخابات البلدية ترشيحاً وحتى تصويتاً كشريحة منتظمة وموحدة، أرخى بظلاله السلبية على الاستحقاق البيروتي، إذ لم تنجح محاولات إيجاد بديل للرئيس الحريري على مستوى الزعامة السنية، علماً أن ذلك لم يشجع في الوقت عينه المعنيين على إعادة تعويمه إقليمياً ودولياً، لا سيما وأن للمملكة الكلمة الأبرز في هذا المجال. وهذا الواقع لا يعني عدم وجود شخصيات وازنة ونجحت في حجز موقعها نسبياً على الخريطة السياسية للعاصمة، على غرار النائب فؤاد مخزومي بالدرجة الأولى، إذ تمكن من تثبيت حضوره نيابياً وكان أحد الأسماء البارزة لترؤس الحكومة، فضلاً عن أنه يحتل موقعه المتقدم في الفريق السيادي ويحظى باحترام وتأييد لمواقفه الجريئة والواضحة التي تصب في عمق قناعات ومبادئ 14 آذار، التي كان الرئيس سعد الحريري أبرز رموزها.

وتلفت الأوساط إلى أن ما يعيق التفاهم السيادي في جانب منه، هو ما يعبر عنه بعض أنصار تيار "المستقبل" وأصوات في البيئة السنية من تحفظ حيال التحالف ضمن لائحة تضم "القوات اللبنانية" على خلفية ما يرددون دائما عن دور للدكتور سمير جعجع في إبعاد المملكة العربية السعودية عن الرئيس الحريري والتخلي عن دعمه.

وفي هذا الإطار، التقت شخصيتان بارزتان سياديتان: الأولى "قواتية" والثانية، سنية على مصارحة عميقة انتهت إلى التأكيد أن السعودية لا يمكن أن تنتظر موقفاً أو كلاماً من رئيس "القوات" لتغيّر رأيها بالرئيس الحريري، باعتبار أن المشكلة بين ولي العهد والرئيس السابق للحكومة أبعد من ذلك بكثير.

وما يؤكد ذلك، أن أجواء المملكة لا توحي حتى الآن بأي انفتاح فعلي على الرئيس الحريري، علماً أن "القوات اللبنانية" تتحفظ جداً، بل وتمتنع عن مقاربة هذه المسألة. وتكتفي بالحفاظ على أطيب العلاقات مع دار الفتوى تأكيداً واحتراماً لمرجعيتها البيروتية والوطنية.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة