مقالات

د. محمد عياش الكبيسي ـ بوابة صيدا

أي مسلم هذا الذي يتجرأ على تشويه الحج، وتشكيك الحجّاج بحجّهم؟ ويدعو المسلمين إلى ترك الحج، وهجر مكة والمدينة بدعوى أن تأشيرة الحج والعمرة ستتحول إلى صواريخ تضرب غزة!

أي شيطان سوّل لهؤلاء عملهم وحملتهم هذه لتنفير الناس عن ركن من أركان الإسلام؟

نعم لكل مسلم أن يستنكر كل درهم يذهب في جيوب أعدائنا، لكن لماذا هذا التركيز على الحج؟ وما علاقة الحج بهذا أصلا؟

هنالك الملايين من المسلمين وبينهم دعاة ومراكز دعوية يقيمون في أمريكا نفسها وفي بريطانيا وفرنسا، وهم ينفقون يوميا ملايين الدولارات هناك، فهل يحرّم هؤلاء إقامة المسلمين هناك، والسفر إليهم، واستيراد البضائع منهم؟

وبالمناسبة فإن إيران عرضت على ترمب رسميا  4 تريليونات وأعربت عن استعدادها لدفع المزيد إلى 6 تريليونات، فلماذا لم تحرموا زيارة إيران؟ هذا مع التذكير أن الأموال الإيرانية ساهمت بقتل ملايين المسلمين بالفعل المباشر في سورية والعراق واليمن ولبنان، إضافة لاستخدام هذه الأموال في نشر المخدرات والخرافات والشركيات في كل هذه الدول بشكل يفوق كل التصورات.

إن استغلال عواطف الناس تجاه جريمة الإبادة التي يرتكبها الصهاينة بحق أهلنا في غزة للطعن في الحج وتنفير الناس عنه لا أجد له أي تبرير سوى الجرأة على الله وعلى عباد الله.

ليتذكر هؤلاء أن الحج لا يسقط حتى لو كانت الكعبة تحت حكم كافر صريح الكفر، فقد اعتمر النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم عمرة القضاء ومكة لا زالت تحت حكم قريش المشركة، وفي الكعبة عدد ليس بالقليل من الأصنام!.

إخواني الحجاج لا تلتفتوا إلى هذه الأقوال النشاز، تقبّل الله طوافكم وسعيكم وكل مناسككم ولا تنسوا إخوانكم من دعواتكم، وأرجعكم الله إلينا بعد تمام حجكم سالمين غانمين.