أبو زهير ـ نداء الوطن
أحمل حقداً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عمره من عمر انفجار المرفأ.
يومها، هَرَعَ "موسيو لو برزيدان" إلى بيروت من أجل لملمة جراح الناس بعيد الانفجار بساعات، حيث صال وجال، وقبّل وبَقْبَش وطَبطَب، رافعاً السقف في الجميزة ضد منظومة الفساد حتى ضَرَبَ "الشنغل بالبكرة". ثم مساءً، جمع أركان المنظومة نفسها وعوّمها سياسياً في "بانيو" قصر الصنوبر.
على الرغم هذا الحقد كلّه، إلاّ أنني لم أستطع إلّا وأن أتعاطف معه في "موقعة هانوي" قبل أيام. أي حينما صَفَعَته زوجته، الأخت بريجيت، قبل خروجهما من سلّم الطائرة.
تلك الصفعة حولت ماكرون إلى "تراند" عالمي، غطى فيه على نجومية الدمية Labubu التي تغزو الأسواق وتلقى رواجاً لدى صغار العقول.
ماكرون، أخذ الصفعة أو "اللكشة" بروح رياضية، وقال قصر الإيليزيه نقلاً عنه إنّها كانت مداعبة. "مزح تقيل" اعتادت بريجيت أن تمزحه مع زوجها في كل سفرة تقلهما إلى بلد حول العالم، حيث تكيل له أنواعاً مختلفة من اللكمات والركلات و"الشلاليط" من باب التعبير له عن الحب والمباركة بوصوله إلى البلد المضيف بسلام.
حظّ الرئيس الفرنسي العاثر يكمن في أنّ عدسة وكالة "أسوشييتد بريس" كانت حاضرة، والتقطت "المزح الحمّاري"... وكانت الفضيحة.
شاهدت الفيديو بصدمة، وقلت في نفسي: ماذا لو انقلبت الأدوار وكان ماكرون هو من صفع زوجته بريجيت؟ ما الذي سيحصل؟ لو كان ماكرون هو المبادر بالمزاح مع زوجته لاتُهم على يد القوى النسوية حول العالم بمعاداة المرأة، وباحتقارها.
لاتهموه بأنّه "عدو" الجنس اللطيف... ربما كانت جمعية "كفى" أصدرت بيانَ استنكار، ودعت الرفيقة بريجيت إلى التوجّه للقضاء من أجل مقاضاة هذا "الوحش الكاسر".
لكن العكس هو الذي حصل، ماكرون تلقى المخمّسة وصمت... فانهالت عليه تهم الـ "لارجولة" الألقاب من صنف: "خيخة"، "أبو بدر"، "وظ وظ" لدرجة أنّه لم يسلم من "التزريك".
الكرملين تلقف "الباس". اغتنمها فرصة للتشفي بالرئيس الفرنسي والثأر من مواقفه حيال الحرب الأوكرانية. الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاغاروفا قالت له: "هذه يد الكرملين"، مذكرة إياه بموقع القطاع و"زيح الكوكايين" كذلك (فضيحة أخرى بقيت بلا توضيح).
هذا على مستوى العالم. أما على المستوى المحلي الضيّق، فكانت الفضيحة أقل وقعاً. إذ لم تعر أم زهير الأمر أهمية، إذ قالت لي حينما أطلعتها على مقطع الفيديو على موقع "إكس": "كلكم بتاكلوا قتلة. بس الفرق بينكم وبين ماكرون إنو كان في كاميرا".
فعلاً، إنّ كيدهنّ عظيم... وكفّهن أطرش!
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..