بوابة صيدا
رسالة صمود وفرح وأمل جنوبية من قلب الألم، جسّدها نحو 500 طالب وطالبة من 30 مدرسة رسمية وخاصة وأنروا من صيدا والجوار في "مهرجان الفلكلور الوطني" الذي نظمته وحدة الأنشطة الرياضية والكشفية في الجنوب برعاية وحضور رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري وبالشراكة مع مؤسسة الحريري والشبكة المدرسية لصيدا والجوار وبالتعاون مع بلدية صيدا وللسنة الثانية على التوالي ، على أرض مدينة رفيق الحريري الرياضية -ملعب صيدا البلدي، وحمل هذا العام شعار " رغم الألم ننطلق بروح لا تُهزم".
الحضور
حضر المهرجان: ممثل النائب الأستاذ علي عسيران الدكتور عزيز عسيران ، ممثلة وحدة الأنشطة الرياضية والكشفية في وزارة التربية والتعليم العالي والمشرفة على المهرجان مسؤولة الوحدة في الجنوب السيدة خديجة شعلان، ممثل رئيس منطقة الجنوب التربوية الأستاذ أحمد صالح مسؤول الإمتحانات في الجنوب الأستاذ ديب فتوني، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها الأستاذ علي الشريف، السفير عبد المولى الصلح ، منسق عام الشبكة المدرسية لصيدا والجوار الدكتور أسامة الأرناؤوط، مدير الأنروا في منطقة صيدا الدكتور محمد أبو عطية، ومدير التعليم في الأنروا في الجنوب الأستاذ محمد طه ، ورؤساء وممثلو جمعيات ومؤسسات أهلية وشبابية وأندية رياضية وكشفية ومدراء وممثلو المدارس المشاركة الرسمية والخاصة والأنروا وحشود من أهالي الطلاب المشاركين والمواطنين .
شعلان
وعلى وقع الأغاني الوطنية ، استهل المهرجان باستعراض الفرق المدرسية المشاركة يتقدم كل منها حملة العلم اللبناني الذي ارتدى الوانه زياً جميع الطلاب المشاركين وأعضاء اللجنة المنظمة . وبعد النشيد الوطني اللبناني ألقت خديجة شعلان كلمة وحدة الأنشطة الرياضية والكشفية فقالت: من عمق الألم انطلقنا بروح لا تهزم ، والى مسك الأمل وصلنا بإرادة لا تكسر . في هذا الوطن ، حيث الألم لا يطفىء الأمل ، وحيث الجراح تولد من رحمها القوة ، نلتقي اليوم في مهرجان الفلكلور الوطني للسنة الثانية على التوالي لنثبت ان ارواحنا ما زالت تحلق واننا مهما اشتدت العواصف لا ننكسر، على امل ان نلتقي دائما على صون تراثنا ونقله الى الأجيال القادمة وعلى عهد الهوية والثقافة والوطنية.
ومع أغنية " يا طير الجنوبي" قدم الطلاب مجتمعين افتتاحاً لوحة تعبيرية راقصة وصفتها شعلان بأنها "تحية الى جنوب القلب، الى وطن لا نغادره وان ابتعدنا ولنرى معاً الطير الجنوبي الذي لا تقيده اقفاص ولا تكسره شدائد ".
الحريري
وبعد أغنية "هيلا يا صيدا هيلا يا بحر" ألقت راعية المهرجان السيدة بهية الحريري كلمة قالت فيها: نلتقي اليوم في هذا العرس التّربوي والثّقافي حيث نحتفي معاً بتراثنا الغني بهويّتنا التي تنبض بالأصالة، وبمواهب طلابنا التي تترجم حبّهم لوطنهم بلغات الفن والموسيقى والدبكة والكلمة.. إنّ مهرجان الفلكلور الوطني ليس مجرّد فعالية مدرسية، بل هو مساحة نُحيي فيها الذاكرة الجماعية ونزرع في نفوس أبنائنا قيم الانتماء والتنوع والفرح والكرامة.. هنا، كلّ رقصة هي حكاية وكلّ زيّ تقليدي هو امتداد لجذورنا العميقة في أرض هذا الوطن..
وتوجهت الحريري بالتحية الى الشّبكة المدرسية لصيدا والجوار على " ما تقدمه من نموذج للشّراكة الوطنية الناجحة والتي أصبحت مساحة مشتركة للعديد من الشّراكات التّربوية على مستوى لبنان"، وإلى كلّ المدرّبات والمدرّبين "الذين ساهموا في إنجاح هذه اللقاء المميز" وإلى "كلّ تلميذة وتلميذ وكلّ من تعب وتدرّب وسهر ليكون اليوم على مسرح هذا المهرجان. أنتم اليوم سفراء الفلكلور ورُسل الجمال وبُناة الغد".
وقالت: فليكن هذا اليوم موعداً للفرح ، ولتكن هذه اللوحات رسالة من القلب تقول: لبنان باقٍ بجماله، بشعبه، وبتراثه .. من خلال ما سترسمونه اليوم من لوحات وما ستقدّمونه من أغانٍ ودبكات وأناشيد.أنتم تُعبّرون عن وجه لبنان الحقيقي: وجه الفرح والصمود والأبداع. لبنان الأجيال التوّاقة إلى النّجاح والإستقرار.. لبنان الإنسان".
وختمت الحريري : تحية من القلب الى السيدة خديجة شعلان والى وحدة الأنشطة الرياضية والكشفية والمنطقة التربوية والى الأستاذ ديب فتوني والى كل مدرسة شاركت وكل مدرسة حضرت. تعرفون هذا المهرجان بدأ منذ فترة طويلة وتوقف وعاد السنة الماضية . وان شاء الله السنة القادمة ، ستكون كل مدارس الجنوب هنا وسيكون مهرجان الفرح السنوي .
فقرات المهرجان
بعد ذلك قدمت مجموعة من الطلاب لوحة راقصة على وقع اغنية " عاب مجدك" وقدمت لها شعلان بكلمات قالت فيها: في زمن يتقاطع فيه الحنين مع البطولة ، رمز المجد والمقاومة ، وصوت الأرض التي لا تنكسر. هي رقصة من التراب الوطني وله ، من الجرح نحو المجد . مشهد ينطق بالكرامة ويخط بخطاه قصة شعب لا يركع .. قاوم ، صمد ارتقى .
تلا ذلك تحية للعاصمة بيروت بلوحة تعبيرية راقصة مع اغنية "يا ست الدنيا يا بيروت " ، وقدمت لها شعلان: المدينة التي ولدت من الرماد واشتد عودها مع كل وجع ، من تحت الركام تغني ، ترقص وتنهض . ليست مجرد عرض راقص بل نبض مدينة لا تموت. بيروت التي علمتنا كيف نرمم القلب حتى لو انكسر ، كيف نبتسم رغم الغصة ، ونرقص على وقع الألم ، لا استسلاماً بل تحدياً. بيروت نبقى نحبك ، نغني لك وننهض بك الى ان يكتمل المجد .
ومع أغنية "خبطة قدمكن" قدم طلاب مدارس الأنروا لوحة تراثية راقصة ، وقالت شعلان تقديماً لها : حين تغني الأرض ترقص الأقدام على نبض المقاومة. وحين ينطق التراث تتحول الخطوة الى موقف ، والرقصة الى رسالة . من مدارس الأنروا حيث الأمل يزرع في كل طفل لاجئ . لوحة تجسد روح المقاومة والعزم والهوية التي لا تمحى. يعلن جيل النكبة، أبناء الأرض المسلوبة اننا قادمون بخبطة لا تساوم، بخطوة لا تتراجع، وبارادة لا تُهزم .
وتحية لكل دار هدمت فارتفعت من جديد ، قدمت مجموعة من طلاب المدارس المشاركة لوحة راقصة على وقع اغنية " تعلا وتتعمر يا دار "، وعنها قالت شعلان : في حضرة الوطن كل دار هي حكاية ، وكل حجارة تخبىء قصة صمود . من ارض تعبق بالتراث وتنبض بالأصالة ، ليست مجرد خطوات ، بل إيقاع قلب لا يعرف الإنكسار، بإسم كل دار هدمت فارتفعت من جديد. بإسم القرى التي غنت رغم النزوح ، وبإسم الأمهات اللواتي زغردن في وجه الحزن ونسجن الأحلام من وجع، نحيي تراثنا لا كذكرى فقط ، بل كراية نرفعها وكوعد اننا باقون وان الدار ستعلى وتتعمر ما دمنا نحن أبناءها .
وتوالت اللوحات التعبيرية الراقصة التي قدمها الطلاب مع لوحة من التراث اللبناني ، بتقديم من شعلان قالت فيه: بعد ان لامسنا وجع الأرض وجمالها، لوحة تنبع من القلب ، من الحنين من الوعد بأن لبنان رغم كل شيء باق فينا وبنا. هي صرخة محبة ، ودمعة أمل ، ونغمة وفاء ، نغني لك يا لبنان ، نرقص لك ونعدك اننا سنبقى نحبك حتى ترجع كما نحب ونعود كما كنا .
واختتمت فقرات المهرجان بمشهدية تعبيرية راقصة مع أغنية "غابت شمس الحق" التي الهبت الجماهير في المدرجات مشاركين في أدائها. وقالت شعلان قبلها : في ختام مهرجان الفلكلور الذي جمعنا على حب الأرض والهوية والتراث، نرفع صوتنا جميعاً طلاباً وأهال ومربين وجمهوراً لنغني "غابت شمس الحق" اغنية أصبحت رمزا للصمود تعبر عن وجعنا لكنها تزرع فينا الأمل بغد أفضل. شمس الحق التي لن تغيب الى الأبد.
وفي ختام المهرجان توجهت شعلان بالشكر الى الحضور والى الشركاء : مؤسسة الحريري والشبكة المدرسية وبلدية صيدا والقيمين على الملعب البلدي ، والى الداعمين ديب فتوني ونبيل بواب والجهاز الطبي المتنقل في مؤسسة الحريري و" CG FUND LEBANON" ، والى فريق العمل " ايمن نعماني ، محمد حنينة، سعيد عبو ، محمد البابا ، ليال قازان ، بلال ارقدان ، مصطفى الملاح "، والى متطوعي مدرسة ليسيه سلستيان باشراف فادي حسون ومارتينا ديب ومتطوعي ثانوية المقاصد الإسلامية والمدارس المشاركة من مدراء واداريين ومعلمين ومدربين وطلاب وأهالي .
المدارس المشاركة
وفيما يلي أسماء المدارس التي شارك طلابها في المهرجان هذا العام : مدرسة غاردن سيتي ، ثانوية القلعة ، مدرسة صيدا اللبنانية الكويتية الرسمية ، معهد صيدا التقني للشابات التابع للمواساة ، مدرسة دوحة المقاصد، مدرسة صيدا الإبتدائية الرسمية المختلطة، ثانوية الكيان الدولية ، مدرسة أجيال صيدا، ثانوية الإيمان، ثانوية حسام الدين الحريري، ثانوية المقاصد الإسلامية ، مدرسة عائشة أم المؤمنين ، ثانوية رفيق الحريري، ثانوية الحاج بهاء الدين الحريري، ثانوية الدكتور نزيه البزري الرسمية، ثانوية المربية ثريا فارس أبو علفا الرسمية، ثانوية لبنان الدولية، ثانوية حارة صيدا الرسمية، ثانوية السفير، مدرسة الغازية الرسمية، قاسريم كولدج، مدرسة بنعفول الرسمية، ومدارس الأنروا " دير القاسي ، قبية ، صفد ، الناقورة ، بيت جالا ، الصخرة ، السموع ورفيديا " .