العميد (م) حسين الشيخ علي ـ بوابة صيدا
تستمر اسرائيل في إعتداءاتها على لبنان منذ توقيع إتفاق وقف الأعمال العدائية في 27 تشرين الثاني 2024، حيث أوقعت المئات من الشهداء والجرحى ودمّرت الكثير من المنازل والبنى التحتية وهجّرت الآف المواطنين. ومع تغاضي اللجنة الخماسية عن هذه الإعتداءات وعدم فعاليتها في منعها، يبقى لبنان وشعبه يدفع ثمن التدخلات الخارجية الدولية والإقليمية، التي جعلت منه ساحة لتنفيذ مخططاتها وصندوق بريد للرد على توسع النفوذ المتبادل بين مدٍ وجزر، في ظل دولة ضعيفة ليس من صالح أي قوة محلية أو إقليمية أو دولية أن تصبح قوية، بنية فيها هياكل أمنية وإدارية لخدمة الزعماء والسياسيين ورؤساء الطوائف وخالية من أية قوة لحماية لبنان.
لا تتقيد اسرائيل بالآلية التي نصّ عليها إتفاق وقف الأعمال العدائية، فهي من يقرر توصيف الأعمال التي تقوم بها المقاومة في لبنان وتوصّف الأبنية وتسمح لنفسها بمهاجمتها دون السماح للجيش اللبناني وقوات الطوارىء بالتأكد من أي خرق لهذا الإتفاق، وهي أعطت لنفسها حق تدميره بحجة أنه يشكل خطراً عليها. مستخدمةً قوتها العسكرية وتفوقها التكنولوجي. مستغلةً ضعف الطرف الآخر وضعف المنظمات الدولية وغياب أي رادع يمكن أن تحسب له حساب بعد أن هزمت المقاومة في لبنان وما أنزلت بها من خسائر.
في المقابل لا الدولة اللبنانية ولا المقاومة يملكان الحل، وما زال اللبنانييون غارقين في جدل الجدوى من إمتلاك السلاح والحق الحصري للدولة بامتلاك السلطة والقوة الشرعية الوحيدة، وغيرها من الخلافات السياسية والعقائدية التي تُبقي المجتمع اللبناني في حالة الإنقسام وعدم الوحدة. هذا التأزم في المجتمع جعل منه كتلة جامدة من التشابكات والمشكلات مستعصية على الحل، يتمسك كل طرف منها بحصته ومصلحته وخوفه من الآخر.
هذا الواقع من الجمود في المجتمع، يشكل السندان التي تضرب عليه اسرائيل بمطرقتها العسكرية القوية، فلا الصبر الإستراتيجي قادر على إختراع الحلول، ولا التمسك بالسلاح أيضاً، ما يجعل من الشعب العالق بينهما يدفع الثمن من قتل متكرر وتدمير وعدم استقرار متراكم يهدد بأزمة نزوح داخل الوطن وإفراغ جزء من أراضيه واحتلال الجزء الآخر.
فهل نتفق على بناء دولة علمانية قوية تكون المواطنية هي المقياس فيها، والسيادة والكرامة متساوية على أراضيها في الأطراف كما في العاصمة؟ أو نبقى عالقين بين المطرقة الصهيونية وسندان الصبر، وندفع الأثمان الباهضة التي لم يعد الشعب يقوى على تحملها، فهو على شفير الكفر بأية قدسية سماوية كانت أم دنيوية.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..