د. صريح صالح القاز ـ بوابة صيدا
على الرغم من أن تعاون أي فلسطيني، تحديدًا مع سلطة الاحتلال بأي شكل من الأشكال، لا سيما في ظرف الحرب، يُعد عملًا مشينًا وخيانة بحق الوطن، إلا أن خطورة ياسر أبو شباب وعصابته ليست بالمستوى والحجم الذي يُروَّج له إعلاميًا.
لماذا؟
لأنهم عصابة صغيرة من حيث العدد والدور؛ فهذه العصابة لم تتولَّ أمنيًا أو عسكريًا مسؤولية أي محافظة من محافظات القطاع، ولم تُمنح الثقة الكاملة أو تُزود بالأسلحة المختلفة والصلاحيات.
إنما يتمثل كل ما تقوم به من دور في كونها دروعًا بشرية لجيش الاحتلال، تُشارك في تفتيش وتمشيط بعض المنازل في أماكن محدودة برفح، تحت رقابة وإشراف وسيطرة دقيقة ومستمرة من الجيش، وأينما وُجد جيش الاحتلال وُجدت، شأنها شأن الكلاب البوليسية، وقد تكون الثقة في تلك الكلاب أكبر.
ومن ثم، فإن هذه العصابة يُنظر إليها من قِبل جيش الاحتلال كأداة رخيصة مقارنة بالجندي الإسرائيلي، وليس من الخسارة في نظرهم إن وقع أحد أفرادها على لغم فردي، أو عبوة ناسفة، أو تناثرت أجسادهم في منزل مfخخ.
لكن رغم ذلك، فإن هذا التهوين لا يعني انعدام خطرهم بالكامل، فهم يخدمون، ولو بصورة هامشية، المخطط الإسرائيلي، سواء فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أو إثارة الفوضى أو أي عمل أمني أو استخباراتي مهما كان ضئيلًا.
وأهم ما يحرص عليه الاحتلال هو تضخيم فائدة وأهمية هذه العصابة، ليخلق وهمًا بأن المقاومة تعيش حالة من الاختراق والارتباك الداخلي، بهدف زعزعة ثقة الشعب الغزي والفلسطيني عمومًا بها وبصمودها.
كما يسعى الاحتلال من خلال هذا التضخيم إلى تبرير دعمه لهذه العصابة أمام المعارضة الإسرائيلية التي تنتقد رعايته، بادعاء أن لها أهمية حيوية في منظومة الأمن القومي الإسرائيلي.
ولو كانت هذه العصابة بالفعل ذات فعالية كبيرة، لكان الاحتلال قد أسند إليها مهام ميدانية ضخمة تتناسب مع ضخامة التهويل الإعلامي لها.
ومن المناسب الإشارة إلى أن عصابة كهذه، لا تعمل ضمن أي إطار وطني أو بنية اجتماعية شرعية، لن يُكتب لها النجاح، وستظل عرضة لرفض ومراقبة وعقوبة الشعب، عاجلًا أم آجلًا.
فلو كانت تسير في الاتجاه الوطني الصحيح، لما تبرأت منها عشائر غزة، لأن أبناء فلسطين يدركون جيدًا أن قوتهم تكمن في صمودهم ووحدتهم، وهذا ما تبيّن جليًّا خلال أكثر من 600 يوم من حرب الإبادة والحصار.
ولكم من العملاء الذين مرّوا على مسار الصراع العربي-الإسرائيلي، لكنهم لم يغيروا المعادلة لمصلحة الاحتلال، ولم يجنوا في النهاية سوى الخزي والعاقبة الوخيمة.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..