• لبنان
  • الثلاثاء, حزيران 17, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 5:23:18 م
inner-page-banner
مقالات

ماذا يعني إعلان أميركا عن تحرك حاملة الطائرات "نيميتز" إلى منطقة الشرق الأوسط في هذا التوقيت؟

د. صريح صالح القاز ـ بوابة صيدا

ماذا يعني إعلان أميركا عن تحرك حاملة الطائرات "نيميتز" إلى منطقة الشرق الأوسط في هذا التوقيت؟

يُعدّ هذا التحرك، وفي هذا التوقيت تحديدًا، مؤشرًا واضحًا على أن واشنطن انتقلت من حالة "الإنكار العلني المتضارب" بشأن مشاركتها في الحرب إلى جانب إسرائيل، إلى حالة التصريح العملي بالمساندة.

هذا التحرك يعكس إدراكًا أميركيًا بأن معطيات المعركة وتطوراتها ليست في صالح إسرائيل؛ فلو كانت الأخيرة تسير بثقة ونجاح نحو الحسم، لما استُدعيت الحاجة إلى هذا الدعم.

يشير وصول "نيميتز" إلى أن واشنطن تتوقع تصعيدًا كبيرًا في الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، مما يهدد المصالح والقواعد الأميركية في المنطقة، وهو تطور لا تستطيع إسرائيل السيطرة عليه بمفردها.

يحمل التحرك أيضًا رسالة طمأنة إلى إسرائيل وحلفائها في المنطقة بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة هذا التهديد الإقليمي الكبير.

يُفهم من هذه الخطوة أيضًا أن أميركا تسعى إلى فرض قواعد اشتباك جديدة في مضيق هرمز والخليج، بما يعيد رسم خطوط التحذير لإيران.

كما أن تحرك "نيميتز" يحمل رسالة ضمنية لإيران، مفادها أن هجماتها على العمق الإسرائيلي بلغت مستوى لا يمكن لواشنطن تقبّله أو السكوت عنه.

يُراد من هذا الانتشار ممارسة ضغط مباشر على إيران لتقديم تنازلات استراتيجية تتعلق ببرنامجها النووي أو طموحاتها العسكرية في المنطقة.

في الوقت ذاته، يُعدّ هذا التحرك بمثابة تحذير لإيران من استهداف أي من القواعد أو القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة، ولو بصورة غير مباشرة.

الحاملة "نيميتز" قد تدعم إسرائيل ميدانيًا أيضًا إلكترونيًا، من خلال الاستطلاع، واعتراض الاتصالات، وفي مجالات القيادة والسيطرة والمجال السيبراني، وذلك عبر الرصد البحري والأقمار الصناعية.

يُراد من هذه الخطوة إرسال رسالة بأن أميركا مستعدة للقيام بمهام ضد كل من يُصنَّفون حلفاء لإيران في المنطقة، سواء في اليمن أو العراق أو سوريا أو لبنان.

تمثل هذه الخطوة رسالة إلى روسيا والصين أيضًا، مفادها أن ما تسعى واشنطن لتحقيقه في الملف الإيراني هو مسألة حتمية، وعلى القوى الدولية إما الانخراط في مسار الحلول السلمية والضغط على إيران لتقديم تنازلات، أو الامتناع عن التدخل المباشر فيما يجري.

يُراد من هذا التحرك أيضًا إيصال رسالة إقليمية ودولية مفادها أن عهد التردد الذي وُصمت به فترة ولاية الرئيس الأميركي "بايدن" قد انتهى، وأن أميركا قد استعادت زمام المبادرة، وأصبحت مستعدة لخوض معارك كبرى بالتوازي، وعلى أكثر من جبهة، من أجل فرض "السلام بالقوة".

هنا يمكن القول:

إنّ أميركا ستتدخل عسكريًا ضد إيران في حال تحقق أي من التطورات الآتية:

- هجوم إيراني مباشر على قواعد أو قوات أميركية في المنطقة.

- استخدام إيران أسلحة كيميائية أو بيولوجية تهدد إسرائيل أو الحلفاء.

- انهيار الوضع العسكري الإسرائيلي وتهديد إسرائيل وجوديًا.

- هجمات إيرانية تهدد الملاحة أو المنشآت الاقتصادية الأميركية في الخليج.

- تصعيد إقليمي أو دولي يجعل الحرب تهدد مصالح وأمن أميركا بشكل مباشر.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة