جهاد العايش
5 - العمق الإسلامي العالمي لقضية فلسطين: تشير آخر الإحصاءات الرسمية لعام ٢٠١٠م الصادرة عن منتدى Pew لدراسات الدين والحياة العامة، ومقره واشنطن، أن عدد المسلمين في العالم نحو مليار و 570 مليون مسلم تقريبا، ويشكلون ربع عدد سكان العالم الذي يبلغ حاليا نحو 6.8 مليار شخص، وأن نسبة 20% من المسلمين يعيشون في منطقة المشرق الإسلامي، والتي تتواجد فيها أهم مقدسات المسلمين عبر التاريخ، الكعبة المشرفة في مكة، ومسجد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى في مدينة بيت المقدس.
وتشير آخر الدراسات إلى أن عدد اليهود في العالم قد انخفض بنسبة 3%، مقارنة بالمعطيات التي نشرت في السنة الفائتة، ويقدر عدد اليهود في العالم اليوم بـ 12.9 مليون.
وتوقع وزير داخلية الكيان الصهيوني، وزعيم حزب «شاس» المتدين «إيلي ييشاي» أن يفقد اليهود تفوقهم العددي داخل فلسطين لصالح العرب بعد نحو ثماني سنوات.
وقد بالغ كثير من المختصين بالقول بأن تعداد يهود العالم سينخفض ما بين خمسة أو ستة ملايين في عام 2025م.
حتى أطلق بعض المختصين من علماء الاجتماع على هذه الظواهر باسم «موت الشعب اليهودي» أو «الابادة الصامتة»، والذي أشار فيها إلى ظاهرة تناقص أعداد اليهود في العالم إلى درجة اختفاء بعض تجمعات اليهود في أوروبا وغيرها، وتحول بعض تلك التجمعات إلى جماعات صغيرة لا أهمية لها من الناحية الاحصائية.
إن نظرة سريعة لهذه الاحصائيات، ومدى المقارنة بين عدد المسلمين وعدد اليهود، يدرك بعدها كل عاقل وللوهلة الأولى مدى حجم ما يتمتع به اليهود من غرور أوقعهم في فخ احتلال فلسطين، التي غرسوا أنفسهم بها عنوة في بقعة تشكل للمسلمين في العالم أجمع قدسية خاصة، لا يصرفهم عنها أي صارف مهما كلفهم ذلك من ثمن.
لقد نسي اليهود أو تناسوا أن المليار ونصف المليار مسلم المنتشرين في العالم أجمع يدينون بالإسلام، وكتابهم القرآن شعارا يعتزون به، يتلونه آناء الليل وأطراف النهار، فيه آيات تقدس أرضهم في فلسطين، وأية مطلع سورة الإسراء، يقول فيها سبحانه وتعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الإسراء:1).
على اليهود أن يدركوا أن قلوب المسلمين في العالم وإلى قيام الساعة نابضة، وبعقيدة راسخة فلسطين، وأنها للمسلمين أجمعين استودعوها عند الفلسطينيين، وإن فرط بها الفلسطينيون أخذ المسلمون في العالم زمام مبادرة الحفاظ عليها.
لقد أيقنت ذلك تماما في لحظات عشتها في تركيا، وتعرفون جيدا من هي تركيا! ذلك البلد الأعجمي الذي رباه أتاتورك على كره العرب والمسلمين، لكنه - أي التركي - لما يتفاجأ أن محدثه الذي أمامه فلسطيني يحتضنه وأحيانا يجهش في البكاء عنده، لا أتكلم عن فترة حكم بها الإسلاميون تركيا، ولا عن شعب عنده الكثير من الثقافة القرآنية!!
وبهذا على اليهود لزاما أن يتقبلوا عزاءنا لهم، لخسرانهم الجولة القادمة بإذن الله.
(نقلاً عن مجلة "بيت المقدس للدرسات التوثيقية" العدد 11 لعام 2011 ـ 1432)
ــــــــــــ
إقرأ ايضاً
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..