• لبنان
  • الأربعاء, حزيران 25, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 8:37:39 ص
inner-page-banner
مقالات

قراءة في نتائج حرب اسرائيل على ايران..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات "حسان القطب" ـ بوابة صيدا

طوال سنوات واسرائيل تعلن انها بصدد مهاجمة المنشآت النووية الايرانية، وانها تستعد لهذا اليوم، واجرت القوات الاسرائيلية، تدريبات جوية على الطيران لمسافات طويلة والتزود بالوقود في الجو استعدادا لهذا اليوم، لذا لم يكن الهجوم الاسرائيلي على ايران مفاجئاً في اعلانه ومباشرته، بقدر ما كان غير متوقع في طريقة ادارته كما في عمق الخرق الاسرائيلي لقلب المجتمع الايراني.. لذا نتوقف عند المشاهد والاحداث والوقائع التي عشناها طوال فترة المواجهة وقبل الاعلان عن وقف اطلاق النار غير الواضح المعالم والتفاصيل..

اسرائيلياً

قامت اسرائيل بعمليتها ضد ايران بعد ضرب الاذرع الايرانية في المنطقة.. مما حرم ايران من القدرة على فتح جبهات اسناد...

استطاعت اسرائيل من خلال مخابراتها (الموساد).. خرق الساحة الايرانية وتشكيل شبكة مخابراتية واسعة النطاق شملت معظم القطاعات العسكرية والصناعية الايرانية وخاصة تلك المتعلقة بالمشروع النووي والصواريخ الباليستية.. وكذلك المنشآت العسكرية من مخازن ذخيرة ومطارات ومعسكرات ومراكز تحكم وسيطرة..

تمكنت اسرائيل وخلال موجة الغارات الاولى من اعتيال عدد من القيادات الاساسية في الجيش والحرس الثوري، بهدف اضعاف القدرة على السيطرة والتحكم.. كما من اغتيال عدد لا باس به من العلماء العاملين في القطاع النووي وهو اساس الصراع والهدف المركزي للحرب الاسرائيلية على ايران وكذلك الحوار والتفاوض بين ايران والولايات المتحدة الاميركية ودول اوروبا..

عملت اسرائيل ومنذ انطلاق الحملة الجوية والمخابراتية في ايران على تدمير القدرات الجوية الايرانية من طائرات، ومطارات، كما من تدمير قوات الدفاع الجوي ومنظومة الدفاع الجوي الصاروخية.. مما جعل سماء ايران مفتوحة للطيران الاسرائيلي الحربي كما الطيران المسير (الدرون).. وخاصة العاصمة طهران..

مارست اسرائيل عمليات اغتيال من خلال العملاء في الداخل، كما بواسطة الطيران المسير.. مستهدفة قيادات عسكرية وخبراء الطاقة النووية..

دمرت القوات الجوية الاسرائيلية مراكز ابحاث وصناعات جوية وعسكرية في مختلف الاراضي الايرانية، كما قصفت المنشآت النووية الايرانية..

تعرضت اسرائيل لأكثر من عشرة بالمئة من مجموع الصواريخ التي اطلقتها ايران مما تسبب بخسائر مادية كبيرة..

ايرانياً..

غاب الطيران الايراني بالكامل عن التصدي للطيران الاسرائيلي الذي استباح السماء الايرانية

فقدت ايران قدرتها على الدفاع الجوي الصاروخي بعد تدمير قدراتها الدفاعية بعملية مخابراتية وكذلك بالقصف الجوي..

تمكنت ايران من اطلاق اكثر من 500 صاروخ باليستي بعيد المدى واكثر من الف مسيرة على اسرائيل مستهدفة المدن والمنشآت الاسرائيلية

لم تتمكن ايران رغم كثافة الدفعات الصاروخية والطيران المسير، من استهداف قيادات عسكرية او سياسية اسرائيلية وازنة توازي حجم الضربات الاسرائيلية التي استهدفت القيادات الايرانية

لم تستطع ايران حشد التاييد الاقليمي والدولي لمواجهة العدوان الاسرائيلي على اراضيها

البيانات الايرانية التي سبقت الحرب، والتي كانت تتحدث عن تعاون ايراني – روسي- صيني.. لم نشهد لها تطبيقا او تفاعلاً حقيقيا.. بل اكتفت هذه الدول بالدعوة للتهدئة وعدم التصعيد وروسيا قدمت نفسها وسيطاً..

غابت الاذرع الايرانية في المنطقة عن الانخراط في معركة الدفاع عن طهران ونظام ايران، تماماً كما غابت ايران عن مساندة اذرعها في دول المنطقة خلال تعرضها للعدوان الاسرائيلي..

الخلاصة

اسرائيل كانت تدرك منذ اطلاقها للعملية العسكرية انها لن تستطيع انهائها بمفردها بل هي بحاجة للدعم الاميركي، وهذا ما جرى عندما قامت الولايات المتحدة بتدمير المراكز النووية الايرانية، لتؤكد دورها وحضورها كما لتفرض شروطها ايضا على الطرفين.. مما سمح للرئيس الاميركي ترامب ان يفرض وقفا لاطلاق النار دون توضيحات او تبيان التفاصيل وطبيعة الشروط التي تمت مناقشتها..

اكدت اسرائيل انها قادرة على ضرب قلب يران والتلاعب بالداخل الايراني وخرق المجتمع الايراني المتعدد القوميات والاثنيات والاديان والمذاهب، وبالتالي زرع بداية التخطيط لتفكيك دولة ايران الى دويلات..

خسرت ايران مليارات الدولارات من الاستثمار في صناعة ميليشيات ومجموعات موالية في دول عدة كان يفترض بها ان تقف الى جانب ايران في معركتها التي كانت متوقعة..؟؟ وهذا المشهد قد يؤدي الى طرح اسئلة كثيرة على القيادة الايرانية واهمها من يتحمل فشل الاستراتيجية الايرانية التي امتدت لعقود، تحت عنوان الولاية للولي الفقيه والسمع والطاعة له، والعمل لخدمة استقرار الجمهورية الايرانية..

تبين ان الصورة التي رسمتها ايران لنفسها عن قوتها وقدرتها وحضورها العسكرية وتماسك مجتمعها خلف الزعامة الدينية غير واقعية..

كذلك يمكن القول ان دور الجيش الايراني عاد للواجهة كقوة اساسية لحماية الشعب والنظام والبلاد، بعد غياب طويل، وان الحرس الثوري غير مؤهل للعب هذا الدور.. وهنا كان مضمون موقف وزير الخارجية الايراني الذي كان لافتاً عندما شكر الجيش على دوره، ولم يذكر الحرس الثوري.. وهذا يعود بنا الى مخاطر ازدواجية القوى المسلحة والسلاح، وازدواجية القرار السياسي والعسكري..؟؟

اثبتت الولايات المتحدة انها قادرة على التلاعب بمسار الاحداث الامنية كما السياسية عندما قصفت المفاعلات النووية الايرانية، لتؤكد رفضها لوجود المشروع النووي الايراني، كما في وقف الحرب بين اسرائيل وايران بقرار اميركي غير واضح المعالم.. وتجلى هذا ايضا في منع اسرائيل من الرد على خرق ايران لوقف اطلاق النار..

بعد هذه الحرب القصيرة نسبياً (12 يوماً).. لا بد ان ننتظر تداعياتها على ايران اولاً وهي البلد المستهدف، والتي تعرضت لخسائر بشرية ومادية كبيرة، كما لخرق امني غير مسبوق، وبالتالي قد تتعرض لخضات داخلية اعتراضا ورفضاً للسياسات التي تمارسها القيادة الايرانية الحالية على مدى اكثر من اربعة عقود.. وقد يؤدي الخلل الداخلي الى تمزق الاستقرار الايراني وبالتالي انفكاك قوميات وبروز جمهوريات جديدة..

اسرائيل ايضا وبعد هذه الحرب، التي جاءت عقب حروبٍ بعضها لا زال مستمراً خاصة في قطاع غزة، والضفة الغربية، وعلى الجبهة اللبنانية، اصبحت بحاجة لانتاج قيادة سياسية تنخرط في عملية سلمية تقوم على حل الدولتين التزاما بالقرارت الدولية للابتعاد عن الحروب المتواصلة التي لا يتحملها الكيان، ولا تراها الولايات المتحدة مناسبة وهي التي تتحمل عبء الدعم العسكري والمالي وحتى السياسي والاعلامي لكيان اسرائيل..

اذاً امامنا مرحلة جديدة من التطورات والاحداث المفصلية التي قد تعيد رسم المحاور السياسية والامنية والعسكرية في منطقة الشرق الاوسط.. سوف نعيش تفاصيلها نتيجة هذه الحرب..

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة