• لبنان
  • الخميس, حزيران 26, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 1:00:07 ص
inner-page-banner
مقالات

محمد عياش الكبيسي ـ بوابة صيدا

تأكد في الأحداث الأخيرة ما أكدناه مرارا أن الصراع في المنطقة إنما هو بين مشروعين يتنافسان على كعكة المنطقة، وأن انتقال المشروعين من حالة التنسيق والتفاهم إلى حالة التصادم إنما كان بسبب رغبة المشروع الإيراني بكسر حاجز التفوق العسكري المطلق للمشروع الإسرائيلي، بينما تصر إسرائيل على أن يكون دور إيران هو في تخريب المنطقة وتخريب هويتها وثقافتها فقط، وقد نقلت قبل مدة حوارا كان بيني وبين الخبير الدولي المعروف الأستاذ إدموند غريب يؤكد أيضا هذه الحقيقة، فالموضوع لا علاقة له بغزة ولا بالقدس ولا بكل الشعارات الترويجية والتضليلية الزائفة.

اليوم تحقق لإسرائيل ما أرادت من قطع أذرع المشروع الإيراني في الخارج، وتوجيه ضربات قاتلة إلى داخل المنظومة العسكرية الإيرانية وأرجعتها عقودا إلى الوراء.

فإذا نجح النظام وفق التفاهمات الغربية الجديدة بالاحتفاظ بعرش السلطة ولو بقبضة مرتعشة فهذا يعني أن الغرب لا زال يشعر بالحاجة إلى دوره التخريبي في المنطقة مع تأكيده التفوق العسكري المطلق لإسرائيل. وفق المعادلة التي شرحها الأستاذ إدموند غريب.

وهذا يعني عمليا أن كلا المشروعين بعد وقف الحرب سيتجهان للاستثمار في هذه المنطقة الرخوة، إسرائيل تفرض هيمنتها بالقوة، وإيران تواصل اختراق المنطقة دينيا وثقافيا عبر جيوش من المعجبين بها، والمعجبين الجدد بشكل خاص، إضافة لكثير من الأقلام المستأجرة.

إن الحل إنما يكمن بتكوين المشروع الثالث، الذي يستطيع أن يجمع دول المنطقة وشعوبها في إطار المشتركات الجامعة، وهناك عدة نقاط إيجابية يمكن البناء عليها منها:

1- أن دول المنطقة لم تتدخل في الأحداث الأخيرة، ولم يستطع أي طرف من الأطراف الإقليمية أو الدولية أن يجرها إلى التخندق مع هذه الجهة أو تلك، وهذا يعني وجود رؤية سياسية موحّدة أو متقاربة إلى حد كبير، حتى تركيا التي تعد الأقرب نسبيا إلى فكر حماس لم تر من مصلحتها كدولة إقليمية محورية أن تتدخل بشكل مباشر لصالح حماس.

2- ظهر في هذه الأحداث شدة التماسك بين دول الخليج العربي، على المستويين؛ الرسمي والشعبي، والخليج شئنا أم أبينا هو اليوم الخيمة الأخيرة للعرب، والملاذ الأخير لهم.

3- الحالة السورية حيث مثلت انتصاراً محوريا للمنطقة وكسرا لأخطر المشاريع التي تهدد هويتنا وثقافتنا، ومن حسن الحظ التقاء دول المنطقة كلها على دعم هذه التجربة العظيمة من الخليج إلى تركيا رسميا وشعبيا، عدا إسرائيل وإيران طبعا، وهذه نقطة ارتكاز مهمة لبناء المشروع الثالث.

وأما الأهداف التي يمكن أن يضطلع بها هذا المشروع فيمكن إجمالها في الآتي:

1- التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات والمعلومات بين كل دول المنطقة.

2- فرض احترام المنطقة على الجميع خاصة المشاريع المتصارعة أو المتنافسة،

3- تقديم رؤية عاجلة لحل معضلة غزة، والعمل على تقديم رؤية أشمل لحل القضية الفلسطينية بالكامل.

4- مساعدة العراق وهو البلد المحوري والمؤسس لجامعة الدول العربية لنيل استقلاله الكامل واستعادة هويته العربية الإسلامية وحماية ثرواته المنهوبة.

5- مساعدة اليمن على استعادة دولته وإنهاء وضع (اللادولة).

6- مساعدة لبنان على التعجيل بالتخلص من الآثار السلبية لتحكم مليشيات حزب الله في مفاصل الدولة،

7- مساعدة السودان على إنهاء هذا الصراع العبثي الداخلي وتعزيز سلطة الدولة الموحدة.

أعتقد أن نجاح هذا المشروع ولو في خطواته الأولى سيكون مشجعا لاستقطاب دول عربية وإقليمية أخرى.

أما بقاء الوضع على ما هو عليه فإنه سيفتح شهية الطامعين والحاسدين دون سد ولا حد.

هذه نصيحتي وهي قابلة بكل تأكيد للإضافة والتعديل، المهم أن أصل الفكرة ينبغي أن يحظى باهتمام كل غيور على دينه وأهله وأمته.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة