د. صريح صالح القاز ـ بوابة صيدا
- إذا كانت أرض فلسطين بالفعل "ملكًا لليهود" كما يزعم الخطاب الصهيوني، فكيف يُعقل أن يتم احتلالها بالاستناد إلى "وعد بلفور" الصادر عن قوة استعمارية غربية؟
وهل من المنطقي أن يحتاج "المالك الطبيعي" لشيء ما إلى وعد من طرف خارجي يمنحه ما هو من حقه أصلاً؟ إن مجرد الحاجة إلى مثل هذا الوعد يُقوّض منطق الادعاء ذاته.
- وإذا كانت النصوص الدينية اليهودية – كما يروّج لذلك بعض التيارات التوراتية – تمنح اليهود "حقًا إلهيًا" في أرض فلسطين، فلماذا بقي "تيودور هرتزل" مؤسس المشروع الصهيوني الحديث، يبحث ويقارن بين خيارات متعددة لتأسيس وطن قومي لليهود خارج فلسطين؟
فقد طرح بدائل مثل أوغندا (كينيا حاليًا)، ومدغشقر، والأرجنتين، بل حتى صقلية وقبرص مما ينسف فكرة "الاختيار الإلهي الحصري" لفلسطين من الأساس.
- وإذا كانت أرض فلسطين "ملكًا تاريخيًا لليهود"، فلماذا احتاج اليهود إلى الهجرة إليها من أوروبا وبقية أصقاع العالم على متن السفن والطائرات، وبدعم مالي سخي من الوكالة اليهودية والمنظمات الصهيونية العالمية؟
ألم يكن من المفترض – وفقًا للادعاء الصهيوني – أن تكون عودتهم طبيعية، إلى أرض ما زالت تنتظرهم؟ والحال أن هذه "العودة" لم تكن سوى عملية استعمارية ممنهجة ومدعومة دوليًا.
- أما على أرض الواقع، فقد كانت فلسطين مأهولة بسكانها العرب الفلسطينيين، الذين خاضوا مقاومة شرسة ضد الاحتلال البريطاني والهجرة اليهودية، وانتهى الأمر بطرد مئات الآلاف منهم من مدنهم وقراهم عام 1948، في واحدة من أكبر عمليات التهجير القسري في القرن العشرين.
فلو كانت الأرض "ملكًا خالصًا لليهود"، فلماذا هُجّر منها الفلسطينيون، وسُلبت أراضيهم، ولماذا لا يزال ملايين اللاجئين يعيشون في المنافي حتى اليوم؟
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..