مقالات

نادر البزري ـ بوابة صيدا

4 آب 2020، الساعة 06:07 مساءً، دوّى انفجار هائل في مرفأ بيروت، هزّ العاصمة اللبنانية بكل ما فيها من بشر وحجر. لم يكن مجرّد انفجار، بل زلزال من الدمار والموت والصدمة، سُمع صداه في عمق الوجدان اللبناني، ووصل أثره إلى مختلف أنحاء العالم.

دمار يشبه الحرب

في لحظات، تحولت بيروت إلى مدينة منكوبة. دمار واسع طال المرفأ والأحياء المحيطة، خاصة الجميزة، الكرنتينا، مار مخايل، والأشرفية. واجهات المباني تهشّمت، البيوت سوّيت بالأرض، مستشفيات خرجت عن الخدمة، والضحايا تناثرت في كل مكان. أكثر من 200 شهيد، آلاف الجرحى، ومئات الآلاف من المشردين الذين خسروا منازلهم.

وجع الأمهات لا يهدأ

لا تزال مئات الأمهات الثكالى يرفعن صور أبنائهن ويذرفن الدموع في كل مناسبة. أمهات فُجعن بأبناء رحلوا من دون وداع، شباب وصبايا قضوا في عزّ أحلامهم. كل صورة شهيد تروي حكاية، وكل دمعة أم هي صرخة بحجم الوطن.

أين أصبح التحقيق؟

مرّت خمس سنوات على الكارثة، ولا إجابة واضحة. التحقيق ما زال يراوح مكانه وسط تدخلات سياسية، عرقلة قضائية، وتبادل اتهامات. القاضي يوقف، ثم يُعيَّن آخر، والعدالة غائبة. لا مسؤول حوكم، ولا حقيقة كاملة ظهرت. هل يعقل أن جريمة بهذا الحجم تبقى من دون محاسبة؟

هل ستتحقق العدالة؟

اللبنانيون يتساءلون: هل ستبقى دماء الشهداء معلقة بين لجان وتحقيقات؟ هل سيُطوى الملف كما طويت آلاف الملفات قبله؟ أم أن هذا الانفجار سيكون بداية لمحاسبة حقيقية تحفظ كرامة من رحلوا وتعيد الثقة لمن بقوا؟

4 آب ليس مجرد ذكرى، إنه جرح مفتوح، لن يُغلق قبل أن تتحقق العدالة. ستظل بيروت تذكّر العالم كل عام بأن عاصمة الأرز نزفت، وأن من تسبب بهذا الجرح يجب أن يُحاسب… مهما طال الزمن.