د. صريح صالح القاز
من ضمن الشروط التي ما برح الكيان الإسرائيلي يطرحها لإيقاف الحرب العبثية التي يشنها في فلسطين:
- نزع سلاح المقاومة.
- عدم مشاركة المقاومة في الحكم بأي صورة كانت.
وعند تناول هذين الشرطين بموضوعية وتجرد، لا بد من طرح الأسئلة الآتية والبحث عن إجابة لها:
أولًا: شرط نزع السلاح:
كيف يطالب الكيان الإسرائيلي بنزع سلاح المقاومة، بينما تبقى ترسانة هائلة من الأسلحة والذخائر النوعية والمتقدمة بيده؟
كيف يُنزع سلاحها، والإبادة مستمرة، والاستيطان مستمر؟
كيف يُنزع سلاحها، ووزير الأمن القومي بن غفير يوزع السلاح على المستوطنين لقتل الفلسطينيين، ويقول صراحة، هو وسموتريتش، إن "يجب إبادة السكان ولا بد من إفنائهم"؟
ما الذي قدّمه الكيان في هذا الصراع حتى يُطالب بنزع سلاح المقاومة؟
هل انسحب من الأراضي التي احتلها خلال وبعد حرب 1967؟
هل توقف عن القتل والاستيطان؟
هل أوقف الاعتقالات وأفرج عن المعتقلين الفلسطينيين؟
أم أنه لم يقدم سوى الإبادة والاستيطان والاعتقال؟
هل التزم بأي اتفاق سابق؟
كيف يُطالب بنزع سلاح المقاومة، وهو في صراع مسلح مع الشعب الفلسطيني لعقود، حول قضية تُبرر طبيعتها ذاتها تبني خيار المقاومة، وتمنح الشعب الفلسطيني الحق والمشروعية في ذلك، أكثر مما يمتلكه الكيان من ذرائع؟
أليس الصراع الذي لم يُحل بعد، قائمًا في فلسطين بين طرفين: كيان الاحتلال والشعب الفلسطيني المحتل؟
فكيف لطرف (الاحتلال) أن يُكدّس الأسلحة والذخائر التي لا تُستخدم. في المقام الأول إلا ضد الطرف الثاني (شعب فلسطين)، ويُطالبه بأن يتخلى عن سلاحه؟ فأي منطق هذا؟
كيف يُطالب الكيان بنزع سلاح المقاومة، وسلاحه مسلّط على رقاب الفلسطينيين على مدار اللحظة؟
وما الذي يجعل الفلسطينيين يطمئنون لنزع سلاحهم ويأمنون جانب الكيان؟
هل آلاف المجازر خلال "طوفان الأقصى" وما سبقها تدعو للاطمئنان؟
كيف يقبل الفلسطينيون بالتخلي عن سلاحهم، رغم محدوديته وبدائيته، وقد تيقنوا أن الكيان لن يتردد في النيل منهم بطرق غير مشروعة، لأنه ينظر إليهم كأغيار من الدرجة الثانية أو كحيوانات لا تستحق الحياة؟
وكيف يقبلون بذلك، وهم يعلمون أن الكيان يمتلك أحدث مصانع الأسلحة، وأن أمريكا وعددًا من دول الغرب تمده بأحدث التقنيات، وأن الفيتو الأمريكي مفعل دومًا لمصلحته، وأن المواثيق الدولية لا تعني له شيئًا؟
كيف يتخلّى شعب يناضل من أجل قضية عادلة، في عالم يؤمن بالقوة فقط؟
وكيف يفعل ذلك، وهو يعلم أن المنطقة من حوله لا تملك إلا التخلي عنه، والتفرج عليه؟
ثانيًا: شرط إقصاء المقاومة من الحكم:
كيف يُطالب الكيان ومن على شاكلته بإقصاء المقاومة من الحكم، تحت عنوان أنهم "إرهابيون" أو "مخرّبون"؟
فعلى افتراض صحة هذا الادعاء، فماذا عن سموتريتش وبن غفير؟
أليسا من أبرز من يقف خلف الجرائم، ويحرضان عليها؟
وإن لم يكن ما يقومان به من إبادة وخراب إرهابًا، فما هو الإرهاب إذن؟
وإذا زعم الكيان أن السبب في إقصاء المقاومة هو تبنيها لأفكار دينية قرآنية، فماذا عن اليمين الصهيوني الديني المتطرف، الذي يحرق الأرض والإنسان في فلسطين، بناءً على أفكار التوراة والتلمود مثل "أرض الميعاد" و"شعب الله المختار"؟
فلماذا يُرحب الكيان بالتطرف الديني داخل مؤسساته، ويعتبر النصوص التوراتية صحيحة ومُلزمة، بينما يُحاجج المقاومة في نصوص القرآن؟
لماذا لا يسأل نفسه: أليس من حق المسلم أن يؤمن بنصوص القرآن، كما يؤمن الصهيوني بالتوراة والتلمود؟
مع فارق أن بعض النصوص التي يتمسك بها الكيان محرّفة، بينما نصوص المقاومة صحيحة.
فكيف نمنع من يؤمن بالحق، ونؤيد من يتمسك بالباطل؟
لماذا يُطالب الكيان بإقصاء المقاومة من الحكم، رغم أن هذا شأن فلسطيني داخلي؟
وهل يقبل الكيان بأي مطلب فلسطيني بإقصاء الأحزاب الصهيونية الدينية المتطرفة من مؤسساته؟
فلماذا يشجع المتطرفين في إسرائيل، ويُطالب بإقصاء المقاومة التي تمثل قضية عادلة؟
وإذا كانت حجته "طوفان الأقصى"، فهل طوفان الأقصى أشد من هولوكستاته؟
وإذا زعم أن ما فعلته المقاومة إرهاب، فماذا يُسمى ما ارتكبته القوات الصهيونية من فظائع بحق الإنسان والحجر والشجر ومقومات الحياة، بإشراف اليمين الصهيوني الديني؟
وماذا عن مجازر دير ياسين وغيرها؟
فمالكم كيف تحكمون؟
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..