الأخبار

بوابة صيدا

كشفت صور أقمار صناعية جديدة عن عمليات دفن جماعي واسعة النطاق في مدينة "الفاشر" بإقليم دارفور، وذلك عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة. ويشير محللون إلى أن المقابر الجماعية المحتملة تقع قرب مسجد ومستشفى أطفال سابق، وهما موقعان ارتبطا بتقارير عن عمليات قتل خلال الهجوم.

الصور التي التقطتها شركة "فانتور" الأمريكية، وراجعها مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لجامعة ييل، أظهرت حفر خنادق ثم تغطيتها في موقعين منفصلين داخل الفاشر: الأول بجوار مسجد شمال مستشفى السعودي، حيث أُفيد بمقتل نحو 460 شخصًا، والثاني قرب مستشفى أطفال سابق يُعتقد أنه تحول إلى مركز احتجاز تابع لقوات الدعم السريع.

الباحثون أكدوا أن الصور تُظهر عمليات حفر وردم متكررة لأراضٍ واسعة، بما يتماشى مع أنماط الدفن الجماعي، لكنهم حذّروا من أن التحليل الفضائي لا يمكنه تحديد عدد الجثث بدقة. وكانت صور سابقة قد أظهرت أجسامًا بيضاء وبقع دم في نفس المواقع.

وكالة "أسوشيتد برس"، التي راجعت صورًا إضافية من شركة "بلانت لابز"، أكدت تغيّر لون التربة في الموقعين المشتبه بهما، كما تحققت من تطابق لقطات فيديو نشرتها قوات الدعم السريع من داخل الفاشر مع مبانٍ معروفة، لكنها تجنبت إظهار المناطق التي ظهرت فيها جثث في مقاطع سابقة على وسائل التواصل.

شهادات ناجين أفادت بأن عناصر الدعم السريع أعدموا مدنيين وعاملين في القطاع الصحي، بينهم الطبيب "آدم إبراهيم إسماعيل"، الذي اعتُقل وقُتل خلال الهجوم. ووصفت شبكة أطباء السودان مقتله بأنه جزء من حملة عنف ممنهجة ضد العاملين في المجال الطبي.

الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" دعا إلى آليات مساءلة للتحقيق في ما وصفه بـ"الجرائم المروعة"، بينما حذّر خبراء حقوق الإنسان من أن دفن الجثث قد يؤدي إلى ضياع الأدلة، في ظل تعزيز قوات الدعم السريع لسيطرتها على المدينة.

وتستمر الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، وقد أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص وتشريد الملايين، فيما تحذر منظمات الإغاثة من تفشي المجاعة والأوبئة بسبب القيود الشديدة على الوصول الإنساني إلى دارفور ومناطق النزاع الأخرى.

(المصدر: ذا ميديا لاين)