• لبنان
  • الاثنين, أيلول 22, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 12:01:53 ص
inner-page-banner
المجتمع

كيف تحمي نفسك من اختراق الهواتف وأنظمة الكاميرات

م. محمود بصراوي ـ بوابة صيدا

في عصر تتقاطع فيه حياتنا الشخصية مع العالم الرقمي، صار الهاتف المحمول ونُظم المراقبة المرئية (الكاميرات الأمنية و«كاميرات الإنترنت») مصادر أساسية للمعلومات، وقد تتحوّل إلى بوابة للمهاجمين إن لم تُحمَ بشكلٍ صحيح.

هذا المقال يبيّن بصورة واضحة وبأسلوب مبسّط مخاطر اختراق الهواتف والكاميرات، يذكر أمثلة واقعية على كيفية استغلال الثغرات، ويتناول أيضاً تقارير عن استخدام تقنيات المراقبة على مستوى الدول (بما فيها تقارير تتعلق بإسرائيل)، ثم يختم بإجراءات عملية يمكن لأي شخص اتباعها لحماية بياناته وخصوصيته.

لماذا الخطر حقيقي ويستلزم وعيًا جادًا؟

الهاتف المحمول اليوم يجمع بيانات حسّاسة: رسائل، صور، تفاصيل بنكية، وصول لتطبيقات العمل، وغيرها.

أما الكاميرات المتصلة بالإنترنت فتوفر تصويرًا حيًا للأماكن داخل المنازل والمحال والشوارع.

ثغرات بسيطة في إعدادات أو برمجيات قد تتيح للمهاجمين الوصول إلى هذه الموارد واستغلالها للسرقة، الابتزاز، أو التجسس.

تقارير البحث الأمني تظهر أن آلاف أجهزة «الإنترنت للأشياء» (IoT) ومنها كاميرات مراقبة تعتمد إعدادات افتراضية ضعيفة أو برمجيات لم تُحدث منذ سنوات، مما يجعلها هدفًا سهلاً للمهاجمين. 

كيف تُخترق الكاميرات؟ أمثلة عملية مع شروحات مبسطة

1. أسماء المستخدم وكلمات المرور الافتراضية: كثير من الكاميرات تُرسل من المصنع مع اسم مستخدم/كلمة مرور افتراضية (مثل admin/1234) لم تُغيّر من قبل المستخدمين. المهاجمون يفحصون الإنترنت بحثًا عن أجهزة تملك تلك الإعدادات ويختَرِقونها بسرعة. واقعة هجوم «ميراي» (Mirai) عام 2016 تُظهر كيف حوّل مهاجمون مئات الآلاف من كاميرات DVR وكاميرات IP إلى شبكة بوت نت ضخمة استخدمت في هجمات تعطيل خدمات واسعة النطاق. 

2. ثغرات البرمجيات والفايرموير: شركات متعددة أُثبتت منتجاتها فيها ثغرات تسمح بقراءة ملفات، كشف كلمات المرور، أو تنفيذ أوامر عن بُعد. أبحاث ومسوح تعتمد أدوات مثل «شودان» (Shodan) تُظهر مدى انتشار الأجهزة المكشوفة.

3. الخداع عبر الخدمات السحابية والتطبيقات: بعض الكاميرات تُخزن الفيديو في سحابة مزود الخدمة؛ إذا سُرِّق حساب السحابة أو استُغلّت واجهة برمجة التطبيقات (API) يمكن الوصول للتسجيلات. كذلك تطبيقات الهواتف المصاحبة قد تحتوي عيوبًا تُفتح نافذة للمهاجم. 

ما علاقة الدول والشركات بهذا؟

تقنيات المراقبة والدور الإسرائيلي (معلومات من تقارير صحفية ومنظمات حقوقية)

هناك فصل مهم في النقاش: صناعة المراقبة — سواء برمجيات فحص الأجهزة، كاميرات ذات قدرة على التعرف على الوجوه، أو برمجيات تجسّس للهواتف — هي صناعة كبيرة وتستخدمها جهات حكومية وأمنية. تقارير من منظمات حقوقية وصحافة استقصائية وثّقت أن استعمال تقنيات التعرف على الوجوه وأنظمة المراقبة قد استُخدم في سياقات قمعية ومخالفة لحقوق الإنسان، وأن شركات إسرائيلية على مستوى صناعات الأمن السيبراني والبرمجيات التجسسية (مثل شركات مرتبطة بقضية برنامج التجسُّس “بيغاسوس”) لعبت دورًا في تطوير أدوات يمكن أن تُستخدم لهذا الغرض. هذه التقارير تذكر أن أنظمة التعرف والبرمجيات البيغاسوسية أثارت قلق منظمات حقوق الإنسان حول إساءة الاستخدام.

لتفصيلٍ أدق:

• منظمات مثل منظمة العفو الدولية وأبحاث صحفية وثّقت استخدامها لتقنيات التعرف على الوجوه في ممارسات رقابية على الفلسطينيين وفي مناطق احتكاك أخرى، وندَّدت بإخضاع هذه التكنولوجيا إلى رقابة حقوقية صارمة.

• شركات إسرائيلية مثل مجموعات برمجية معروفة طورت برمجيات تجسسية (التي تستهدف عادة الهواتف المحمولة)، وقد أظهرت تحقيقات أن هذه الأدوات بيعت أو استُخدمت في دول متعددة بشكل يثير مخاوف حقوقية. مع ذلك من المهم التمييز: هناك فرق بين برمجيات تجسّس الهواتف وبين اختراق كاميرات المستهلكين الشائعة، لكن المبدأ نفسه (أداة مراقبة تُستخدم من قبل جهات أمنية أو غيرها) مشابه ويضع مسائل أخلاقية وقانونية.

ماذا يعني ذلك للمواطن العادي؟ (تبصرة أخلاقية وقانونية)

عندما تُستخدم تقنيات المراقبة من قِبل جهات حكومية أو شركات دون ضوابط قانونية أو شفافية، فإنها تُقلّص من مساحة الخصوصية وتعرض أفرادًا لمخاطر حقيقية. النقاش العام يجب أن يطالب بوجود ضوابط قانونية، شفافية في شراكات القطاع الخاص مع الحكومات، وآليات مساءلة فعّالة. تقارير المستثمرين والمنظمات الحقوقية بدأت تضغط على بعض الشركات لتطبيق مراقبة حقوق الإنسان في بيع كاميراتها أو تقديم خدماتها في مناطق النزاع.

كيف تحمي هاتفك وكاميراتك خطوة بخطوة (إجراءات عملية)

إليك قائمة مركزة قابلة للتنفيذ فورًا:

حماية الكاميرات المنزلية والمكتبية

1. غيّر كلمة المرور الافتراضية فورًا واجعلها طويلة ومركبة.

2. حدّث الفيرموير بانتظام؛ تفقّد صفحة الدعم لدى الشركة المصنعة.

3. عطّل الوصول عن بُعد ما لم تحتجّه، وإذا احتجت فاعتمد قناة آمنة (VPN + مصادقة متعددة العوامل).

4. ضع الكاميرات داخل شبكة مُقسَّمة (VLAN) أو على راوترٍ منفصل للأجهزة الذكية، حتى لا تصل إلى بقية أجهزتك (الهاتف، الحاسوب، الخوادم).

5. اختَر علامات تجارية موثوقة تقرأ سياسات الخصوصية وتتلزم بالتحديثات الأمنية.

6. راقب سجلات الدخول إن توفرت، ونبّه عند محاولات وصول غير معروفة.

7. أغلق الخدمات غير الضرورية مثل UPnP أو بروتوكولات مشاركة الملفات إن لم تكن مستخدمة.

حماية الهاتف المحمول

1. حدّث نظام التشغيل والتطبيقات فور صدور التحديث.

2. فعّل المصادقة الثنائية (2FA) للحسابات المهمة (البريد، البنكي، السحابات).

3. تجنّب الروابط المجهولة والملفات المرسلة من رقم أو بريد غير معروف؛ الروابط قد تحتوي على برامج تجسسية «بدون نقرة» أو خدع تصيد.

4. استعمل مدير كلمات مرور لإنشاء وإدارة كلمات قوية ومختلفة لكل خدمة.

5. لا تعطِ أذونات غير ضرورية لتطبيقات (كاميرا، ميكروفون، موقع) إلا عند الحاجة.

6. فكر في فحص هاتفك بأدوات موثوقة من وقت لآخر، خاصة إذا شعرت بسلوك غير طبيعي (سخونة، استهلاك بيانات مرتفع، رسائل مُرسلة بدون علمك).

ماذا تفعل إذا شككت في اختراق؟

1. افصل الجهاز عن الإنترنت فورًا.

2. غيّر كلمات المرور من جهاز آخر آمن.

3. فعّل 2FA فورًا إن لم يكن مفعلًا.

4. احفظ لقطات شاشة لأي رسائل أو نشاط مشبوه.

5. إذا كان الأمر متعلقًا بكاميرا، أعد ضبط المصنع للكاميرا بعد حفظ التسجيلات المهمة.

6. استشر خبيرًا أو شركة أمنية إذا كانت بيانات مالية/حسّاسة على المحك.

خاتمة: وعي بسيط يقود إلى حماية كبيرة

لا يجب أن يتحوّل الخوف إلى شلل؛ لكن اللامبالاة خطيرة. الفهم البسيط لكيفية عمل الأجهزة، تحديثها، وتكوين شبكات آمنة يُقلّل خطر الاختراقات بشكل كبير. بينما تستمر التكنولوجيا وتزداد قدرات المراقبة، يظلّ حقُّك في الخصوصية بحاجة إلى حِماية قانونية ومجتمعية، وعلى مستوى الفرد، تبدأ الحماية بتطبيق خطوات عملية يومية بسيطة.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة