كتبه .أ.د /علي بن محمد عودة الغامدي ـ بوابة صيدا
قال تعالى : (إنّ الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات الى أهلها ).
لايوجد في تاريخ أمة من الأمم نماذج وأمثلة في أداء الامانة مثلما هو الحال في تاريخ أمة الاسلام والأمثلة في هذا الباب لا تحصر.
ويكفي ان أشير هنا الى ان اليهودي المتنصر بدرو ألفونسو الذي تنصر سنة 499 هجرية صنف كتبا كثيرة منها كتاب بعنوان (تهذيب رجال الدين ) وهدف منه الى تهذيب رجال الدين النصراني ولكنه لم يجد في تاريخ النصرانية واليهودية ما يخدم هدفه فلجأ الى كتب التراث الاسلامي ليستقي منها الامثلة ولكنه سلب منها الصفة الاسلامية وابدلها بالصفة العربية لان كلمة اسلام واسلامي كانت تثير الكراهية والذعر في نفوس الغرب – كما هي الحال اليوم – وكان تأليف بدرو الفونسو لكتابه في أوائل عصر الحروب الصليبية.
وتحدث عن امثلة كثيرة عن أمانة حجاج عرب سافروا من الاندلس الى مكة.. وعن حاج اندلسي استودع امواله الكثيرة عند عربي آخر في القاهرة وهو في طريقه الى مكة..
وهنا سأضرب مثالا واقعيا من تاريخ المسلمين في عصر الحروب الصليبية، عن عيسى العوام..
عندما نهضت أوربا بأكملها في حرب طاغية هي الحملة الصليبية الثالثة بعد أن هزم صلاح الدين الصليبيين في حطين سنة 583 هجرية 1187م واسترد منهم القدس وكل فلسطين خلال شهرين بعد المعركة. فاتخذ مئات الالوف من الغربيين شعار الصليب وجأوا عبر البحر والبر للانتقام من صلاح الدين واحتلال القدس مرة أخرى.
وطوقت الاف السفن الصليبية عكا التي صمدت مدة 685 يوما. ولم يعد بوسع صلاح الدين الاتصال بحامية عكا الا عن طريق الحمام الزاجل. وحرص صلاح الدين على ان يشد من عزائم رجال الحامية في عكا بأرسال الاموال أليهم. وهنا تطوع احد الابطال وهو عيسى العوام للقيام بايصال الاموال الى داخل عكا. فكان يعطيه صلاح الدين كل مرة 2000 دينار ذهب، فيربطها على ظهره ويغوص ليلا بين السفن الصليبية الى ان يصل الى اسوار عكا من جهة البحر ويدخل من بعض الفتحات الضيقة التي في أسفل السور ويسلم الاموال لرجال الحامية. ونجح عيسى العوام مرات كثيرة في أداء مهمته.
وفي المرة الاخيرة غرق عيسى وانقطع خبره عدة ايام. وبعد ذلك دفعت الامواج جثمان عيسى من أحد فتحات السور. واخرج رجال الحامية الجثمان فوجدوا الاموال مربوطه على ظهره كاملة لم ينقص منها شيء.
ويعلق القاضي بهاء الدين بن شداد على هذه الحادثة بقوله: (انه لم ير احد في أداء الأمانة مثل عيسى العوام ادى الأمانة حتى وهو ميتاً)
هذه أمة النصر. فأينكم يا أمة الاسلام منها اليوم؟؟؟؟؟؟
ــــــــــــ
إقرأ ايضاً
الجيش المصري يفتح مدينة عكا بعد حصار دام 6 أشهر.. ويهزم الجيش العثماني ويهدد عاصمة الخلافة
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..