بوابة صيدا
في كانون الثاني 1976 وبغطاء من الجامعة العربية، وتحت اسم قوات الردع العربية، دخل الجيش السوري إلى لبنان، بزعم وضع حد للنزاع العسكري الذي بدأ في عام 1975م، وليعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحرب. رفضت الحركة الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية دخوله، فيما رحبت الأحزاب المسيحية بالتدخل السوري..
خاضت القوات السورية معارك ضارية ضد القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية في طرابلس والجبل، وصيدا، وتكبدت خسائر فادحة، واستطاعت السيطرة على الشمال والجبل، بينما دخلت دبابتها إلى مدينة صيدا وخرجت منها بعد ساعات..
بعد فرض سيطرتها على البقاع والشمال وبيروت والجبل، انتفض المسيحيون، وطالبوا بخروج الجيش السوري من مناطقهم، فخرج من بيروت الشرقية، وترك أمور إدارتها بيد الأحزاب المسيحية..
جددت الحكومة اللبنانية لقوات الردع العربية تواجدها على الأراضي اللبنانية حتى 27 تموز / يوليو 1982. وفي عام 1986 طالبت الحكومة اللبنانية بانسحاب الجيش السوري من لبنان، لكن تم تجاهل الطلب..
بعد فشل انتخاب رئيس جمهورية خلفاً للرئيس أمين الجميل عام 1988م، أقدم الرئيس الجميل على الانقلاب على الميثاق الوطني، الذي أعطى للسنة رئاسة الحكومة وقام بتعين حكومة عسكرية برئاسة قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون (ماروني) مع وجود حكومة يرأسها سليم الحص (سني).
أصبح في لبنان حكومتان، حكومة مدنية في بيروت الغربية يرأسها سليم الحص مدعومة من النظام السوري، وحكومة عسكرية في بيروت الشرقية تعادي الوجود السوري مدعومة من النظام العراقي.
قاد العماد ميشال عون حرباً ضد الجيش السوري وحلفائه من القوى اللبنانية، كما أعلن الحرب على خصومه المسيحيين أعداء النظام السوري من القوات اللبنانية وحلفائها..
في 30 أيلول / سبتمبر 1989 تم الاتفاق بين الأطراف المتنازعة في مدينة الطائف السعودية على وقف الحرب في لبنان، وتم إقراره (اتفاق الطائف) بقانون بتاريخ 22 تشرين الأول / أكتوبر 1989 منهياً الحرب الأهلية اللبنانية وذلك بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على إندلاعها.
لكن النظام السوري استطاع تثبيت احتلاله للبنان من خلال مشاركته في الحرب على العراق، إذ ضمن صمت العالم عن وجود قواته في لبنان، رغم إقرار اتفاق الطائف.
أثناء التحضير لحرب تحرير الكويت، أقدم الجيش السوري في 13 تشرين الأول / أكتوبر 1990 على اجتياح بيروت الشرقية، وقصف قصر بعبدا بالطائرات مما أدى إلى فرار العماد عون إلى السفارة الفرنسية ومنها إلى فرنسا..
بعد الاحتلال السوري لبيروت الشرقية، أقدم النظام على تثبيت وجوده من خلال اتفاقات ثنائية مع لبنان، الذي كان معظم ساسته موالين له، رغبة ورهبة.. ففي سنة 1991م فرض ما يسمى بمعاهدة "الاخوة والتعاون والتنسيق" بين البلدين، ونصت المعاهدة على ان لا يكون لبنان مصدر قلق لسوريا وأعطى سوريا مسؤولية حماية لبنان من التهديدات الخارجية. وفي أيلول 1991، وقع لبنان وسوريا اتفاقية الدفاع والامن بين البلدين.
في 2 أيلول / سبتمبر 2004 صدر عن مجلس الأمن القرار 1559 الذي ينص في بعض بنوده على انسحاب جميع القوات الأجنبية من لبنان، وحل جميع المليشيات اللبنانية ونزع سلاحها، وبسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية. وكان عراب هذا القرار الرئيس رفيق الحريري..
في 14 شباط 2005 تم اغتيال الرئيس رفيق الحريري، واتجهت أصابع الإتهام إلى النظام السوري، وخرجت المظاهرات في معظم المناطق اللبنانية منددة بالاغتيال، ومطالبة برحيل الجيش السوري، فاتخذت القيادة السورية قرارا بالإنسحاب من لبنان على مراحل.. تنتهي قبل نهاية شهر أيار 2015، وفي 26 نيسان 2005 أعلن رسميا انسحاب الجيش السوري من جميع المناطق اللبنانية، وعبوره الحدود الدولية إلى داخل سوريا..
ـــــــــــــ
إقرأ ايضاً
اندلاع حرب الجبل بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية.. وسقوط مئات القتلى والجرحى..
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..