• لبنان
  • الجمعة, تموز 04, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 11:56:38 م
inner-page-banner
يهوديات

الأسباب العشرة في غباء اليهود باختيارهم فلسطين أرضا لهم 7 / 10

جهاد العايش 

7 - السبب الجغرافي: فلسطين حلقة وصل جغرافية طبيعية بين آسيا وأفريقيا، والوصول لها سريعا برا أو بحرا فضلا عن الجو من دول عربية وإسلامية شتى هو متاح وبيسر، بل وحدودها مع الدول المجاورة يعطي للمناورة العسكرية فرصا متعددة بأشكال تكتيكية، واستراتيجية متعددة، حتما سترهق وتزعج اليهود، وستسبب لها الأرق والقلق، ما دام لها وجود في فلسطين، لعلنا نقول وبكل جرأة، مسكين من يظن أن اليهود يسكنون فلسطين، وقد قرت أعينهم واطمأنت أفئدتهم، وهدأ بالهم بالعيش الآمن في فلسطين.

لا بد وأن نذكر اليهود، وأظنهم إن جهلوا أو تجاهلوا ذلك، أن الدول المحيطة بفلسطين دول إسلامية عربية أصيلة، ما يزيد عن منتصف عدد سكانها من الأجيال الشابة تقريبا، لن تنزع جلدها، أو تبدل دماءها، والدفاع عن فلسطين أمر يجري في عروقها، فكيف لليهود أن يظنوا أن بمقدورهم أن ينزعوا عقيدة هي في سويداء قلوب أهلها، والله وبالله وتالله لن يقدروا على ذلك آبدا.

المساحات الجغرافية التي سيطر عليها اليهود عام 1948م ثم عام 1967م من أرض فلسطين وغيرها كانت أكبر من حجمهم، وهي لقمة كبيرة غص بها اليهود، وهم يحاولون استدراك الخطأ، وإخراج أجزاء منها، علهم بذلك يقوون بالحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه، إن وراء ذلك الإصرار العنيد من الفلسطينيين في الحفاظ على جغرافيتهم التاريخية، ومن ورائهم تأييد ودعم شعوب الأرض قاطبة التي ترى عدالة قضية فلسطين وأهلها، لقد سيطر اليهود على الأرض التي أصبحت فيما بعد سجنا وعزلة حقيقية لهم، لم تشفع لهم التحالفات، والمعاهدات، والاتفاقيات السلمية من تطبيع وجودهم بين ظهراني العرب والمسلمين، لقد أدرك مفكروهم وكثير من ساساتهم، أن هناك حسابات وسياسات واستراتيجيات، وأن ما سلبوه من أرض فلسطين له تبعات لابد وإعادة النظر بها، وبما ينبغي الاستغناء، عنه وما ينبغي الإبقاء عليه.

لقد تعاظم حلم الصهاينة المؤسسين لدولة اليهود في فلسطين، لتمتد من الفرات إلى النيل، وها هي قد انسحبت من سيناء بتاريخ 24 / 4 /1982م، وجنوب لبنان بتاريخ 8 / 6 / 2000م، وغزة بتاريخ 15 / 8 / 2005م، وقريبا سنسمع انسحابها من الضفة الغربية والجولان وغيرها من مناطق حتى تنحصر دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل!! خلف جدار بنوه ليحاصروا به شعب فلسطين فإذا به منتهى الحدود الجغرافية لدولة إسرائيل، لتنحصر دولتهم وأحلامهم خلف جدار بنوه، لنعلم يقينا أن ما يسمى بدولة إسرائيل هي فعليا وبالمفهوم الطبي «ميتة سريريا».

لقد غفل أو تغافل هؤلاء عما جاء ذكره في توراتهم محذرا لهم من هذه الأمة التي ستنقض عليهم كما جاء في التوراة: «هو ذا شعب مقبل من أرض الشمال، وأمة عظيمة ناهضة من أقاصي الأرض، قابضون على القوس والحربة قساة لا يرحمون، صوتهم كهدير البحر، وعلى الخيل راكبون مصطفون كرجل واحد للمعركة ضدك يا بنت صهيون» (أرمياء 6: 22 ـ 23).

إن الذي يطالب العالم بيهودية دولته عليه أن يعمل بما جاء بما يسمونه بالكتاب المقدس «التوراة» الذي ينبغي له أن يكون دستورا لدولتهم وهو ليس كذلك لهذه اللحظة، لكن ظني بهم وكعادتهم يحرفون الكلم عن مواضعه ويسوقون الغباء على من ساقوهم من صهاينة إلى فلسطين ليكونوا حطبا لمعركة كتب فشلها سلفا إن شاء الله .

(نقلاً عن مجلة "بيت المقدس للدرسات التوثيقية" العدد 11 لعام 2011 ـ 1432)

 

الجزء الأول   الجزء الثاني   الجزء الثالث   الجزء الرابع   الجزء الخامس   الجزء السادس

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة